رغم عمره الفتي استطاع البنك الشعبي الموريتاني أن يتصدر ريادة المصارف الموريتانية و يفرض نفسه على الساحة الوطنية بقوة و أن يكسب الزبون من خلال رزمة الإصلاحات و التسهيلات التي تراعي حاجة الزبون و تحفظ حقوقه وفق نظام إسلامي صرف يحمل جوهر الإسلام و روحه و مثل الرحمة و التسامح و الوفاء التي يمثلها. و قد كان لكل ذلك الأثر البالغ في النجاح الذي حققه البنك الشعبي و حجم الزبناء من موظفين و رجال أعمال و مودعين وجدوا فيه ضالتهم و ركنوا إلى ما ميزه من حسن المعاملات التي جمعت بين الأصالة الاسلامية السمحة و المعاصرة التي تنفتح على آخر النظم العصرية فكانت القروض و المرابحات الاسلامية الميسرة التي منحها البنك بسخاء لزبنائه عمل جذب لزبناء وفر لهم الاستقرار العائلي من سكن و مركب و تأمين. و كان للبنك قصب السبق في استحداث البنوك الرقمية في البلاد من خلال تطبيقه الرائد (بنكيلي) الذي شكل إضافة نوعية في الساحة المالية و سهل حياة الناس و معملاتهم التجارية و ضبط التحويلات النقدية بأقصى درجات الأمان. إذ مثل التطبيق حافظة مالية متكاملة يمكن للزبون من خلالها حفظ المال و اجراء مختلف العمليات المالية بيعا و شراء و إيداعا و ادخارا بأقصى درجات اليسر و الأمان . فعلى سبيل المثال قبل استحداث التطبيق كانت المعاملات في اسواق الماشية تتم في العراء بالملايين و على مرأى من الجميع و قد ترتب على ذلك عديد عمليات السطو و النشل و هي أمور تمت السيطرة عليها إذ حل تطبيق بنكيلي و باتت هذه المعاملات تتم وفق طرق بسرية و أمان. كما ساهم التطبيق_ بحسب خبراء_ في محاربة تبييض الأموال و سهل على الجهات الأمني متابعة حركة الأمول و متابعة الجناة. و قد حذت مختلف البنوك حذو البنك الشعبي في استحداث تطبيقات مماثلة لكنها لم تكن بحجم و سلاسة بنكيلي و لم تلق حجم و نسبة الرواج الذي لاقته و ربما كان ذلك هو ما فسر به البعض الخطوة الغريبة التي أقدم عليها البنك المركزي و التي قوبلت بموجة رفض و استهجان واسعة من طرف عموم الشعب و صغار التجار بصفة خاصة و أصحاب المشاريع الصغيرة و عموم الشعب الموريتاني الذي بات ” بنكيلي ” جزءا من حياته و جعل حياته اليومية أكثر يسرا في أسواقه و مستشفياته يسدد من خلاله فواتير الخدمات الأساسية و يعبئ الرصيد و يتشتري و يبيع وهو بيته أو يزاول عمله و قد وقعت الخطوة التي أقدم عليها البنك المركزي بتحجيم الرصيد و المدخرات وقوع الصاعقة على الجميع و تصاعدت الأصوات المستهجنة مطالبة بالرجوع عم القرار المجحف الذي لا يخدم المواطن بل يضره و يعقد حياة سهلها التطبيق و متهما جهات مالية لم يعجبها حجم نجاح المشروع و كانت مستفيدة من حالة الفوضى السابقة بالوقوف وراء القرار . و طالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في رسائل مفتوحة إلى رئيس الجمهورية بالتدخل شخصيا للعدول عن القرار. الكاتب / الشاعر